عنوان البحث العلمي:
يُعد العنوان من العناصر المهمة في مشروع البحث العلمي، ويمثل الباب الرئيس إلى مشكلة البحث العلمي، وغالبًا ما يكون عنوان مشروع (خطة) البحث العلمي هو نفس عنوان البحث العلمي في صورته النهاية (أي بعد الانتهاء من إجرائه)، وبالتالي يجب على الباحث أن يعتني عناية فائقة بدقة اختيار الألفاظ والصياغة الجيدة للعنوان والمعبرة عن مشكلة البحث، بحيث تتوافق مع الشروط والمعايير المتعارف عليها في صياغة عنوان البحث العلمي.
تعريف العنوان:
يمكن تعريف العنوان بأنه عبارة عن: صياغة علمية باستخدام كلمات مفتاحية، محددة بوضوح، ومنتقاة بعناية من قبل الباحث؛ للدلالة على مشكلة البحث ومضمونه، والإجراءات المتبعة لتنفيذه.
ويمكن شرح التعريف السابق كما يأتي:
- صياغة علمية: أي أن العنوان يصاغ وفقًا لشروط ومعايير معينة، متعارف عليها بين أهل الاختصاص، ومعتمدةٌ في المؤسسات البحثية، وله شروط ومؤشرات واضحة ودقيقة تم وضعها من قبل الخبراء والمختصين في هذا المجال، وتتوافق مع متطلبات الطريقة العلمية، بحيث يسهل تقويم العنوان والحكم علي جودته وفقًا لتلك الشروط والمؤشرات المعتمدة.
- بكلمات مفتاحية محددة بوضوح ومنتقاة بعناية: ينبغي أن تمثل صياغة العنوان تحديدًا للمشكلة البحثية بكلمات مختصرة، لها دلالات مفتاحية، لجوانب البحث ومجالاته الفرعية بدقة متناهية، كما ينبغي أن تكون تلك الكلمات المستخدمة في صياغة العنوان واضحة ويسيرة الفهم؛ تُسهلُ على القارئ إدراك مكنونها ومراميها تمامًا، بعيدًا عن المفردات الاستعراضية أو الغامضة، أو المضللة؛ لذا كان لابد أن ينتقي الباحث كلمات العنوان بعانية فائقة.
- للدلالة على مشكلة البحث ومضمونه، والإجراءات المتبعة لتنفيذه: فالعنوان يجب أن يصاغ بدلالة مشكلة البحث، ويرتبط بها ويدل عليها؛ لأن الهدف من انتقاء كلمات العنوان بعناية؛ هو إعطاء القارئ صورة أولية عن مشكلة البحث وأهميته ومضمونه، كما أنها توضح-ضمنيًا- المنهج المتبع في تنفيذ إجراءات معالجة المشكلة.
شروط صياغة العنوان الجيد:
هناك كثير من الشروط وضعت من قبل المختصين لصياغة عنوان البحث العلمي، وهي تتباين بحسب طبيعة البحوث ومجالاتها، إلا أنه يمكن القول إن هناك خصائص مشتركة بين معظم تلك الشروط، والتي يجب أن يراعيها الباحث في أثناء صياغته لعنوان البحث، ويمكن إيجاز أبرز تلك الشروط فيما يأتي:
- يجب أن يكون العنوان واضحًا، ومحددًا: أي لا لبس فيه ولا إشكال، تدل كلماته على معانٍ واضحةٍ ومحددةٍ، كما أن الوضوح يتطلب البعد عن المفردات المنمقة والاستعراضية أو الدعائية أو الفضفاضة، والألفاظ بالغة التعقيد والرموز والمختصرات التخصصية البحتة، وإلى هذا أشار (عودة وملكاوي، 1992). كما ينبغي أن يكون العنوان موجزًا ومحددًا بعدد قليل من الكلمات، ويحددها البعض ما بين (15-20) كلمة تقريبًا، ولا تزيد عن ذلك إلا للضرورة.
عنوان رديء: (الهزيمة في الشعر الأندلسي).
العنوان مختصر اختصارًا مخلًا؛ لأنه غير محدد بزمن معين، كما أنه غير واضح المعالم.
ويمكن تعديل العنوان السابق ليصبح: الهزيمة في الشعر الأندلسي في القرن الخامس الهجري.
- يصاغ العنوان بدلالة مشكلة البحث: بحيث يعطي للقارئ صورة أولية عن وجود مشكلة يتضمنها البحث، ويشعر بوجودها من خلال الاطلاع على العنوان، فكما يقال: الشيء يعرف من عنوانه.
عنوان رديء: (الشعر العربي في عصريّ الخلافة: العباسية والأموية)
العنوان السابق لم يوضح المشكلة التي يبحث فيها، بل هو عنوان عام وغير محدد، قد يفسر بأكثر من معنى، فلا ندري هل سيقارن الباحث بين أنواع الشعر في العصرين، أو طبيعته وتوجهاته، أو خصائصه، أو العوامل المؤثرة فيه،...الخ، فالعنوان هنا يشير إلى موضوع البحث ولا يحدد مشكلة معينة.
عناوين جيدة: مصاغة بدلالة المشكلة وتدل عليها:
السمات الأسلوبية في شعر الرثاء في العصرين الأموي والعباسي.
السمات الأسلوبية لشعر مراثي النساء في العصرين الأموي والعباسي.
لاحظ أن التحديد في العنوانين الأخيرين أكثر وضوحًا ودقة وهي مناسبة جدا لأطروحات الدكتوراه، أما إن أردناها للماجستير فيمكن تحديدها أكثر بأن نقول على سبيل المثال:
السمات الأسلوبية في شعر الرثاء في العصر الأموي والعباسي ( الكميت، و أبو تمام أنموذجا)
السمات الأسلوبية في شعر مراثي النساء في العصرين الأموي والعباسي( ليلى الأخيلية وليلى بنت طريف) أنموذجا.
عنوان رديء: المصدر المؤول في القرآن الكريم.
هذا العنوان واسع جدا ولا يمكن الإحاطة به في خمس أو ست رسائل دكتوراه، لكن يمكن تعديله بقولنا: المصدر المؤول في البقرة وآل عمران، دراسة تحليلية، وسيكون عنوانا مناسبا لموضوع واسع في الماجستير، ويمكن تطويره ليكون للدكتوراه إن جعله متصلا بالدراسات الحديثة
- يجب أن يشير العنوان إلى الإجراءات المتبعة في البحث صراحةً أو ضمنًا.
عنوان رديء: القصيدة الشعرية للبردوني في ديوان .....
العنوان السابق لم يحدد إجراءات البحث ولم يدل عليها لا صراحة ولا ضمنًا.
عنوان جيد: البواعث النفسية للاستفهام في شعر البردوني في ....
- يجب أن يتضمن العنوان كلمات مفتاحية، تشير إلى مضمون البحث بدقة: فلابد من صياغة محددة للعنوان بدلالة مضمون البحث، فكلمات عنوان البحث هي مفاتيح وإشارات توضح جوانب المشكلة التي يعالجها البحث بشكل محدد، وبالتالي يتضح الموضوعات الفرعية التي يتضمنها البحث.
مثلا في عنوان السمات الأسلوبية في شعر مراثي النساء ( ليلى الأخيلية ,ليلى بنت طريف ) أنموذجا، ستجد أن البحث سيتحدث عن شعر الرثاء، وشعر مراثي النساء بصقة عامة، ثم سيتحدث عن الشاعرتين وشعرهما في الرثاء كل على حدة.
أمثلة تطبيقية:
(الالتزام في الشعر الثوري، أبو القاسم الشابي نموذجًا).
دلالة كلمات العنوان تشير إلى أن البحث سيتضمن الموضوعات الآتية: الالتزام في الشعر الثوري، الالتزام في شعر أبو القاسم الشابي. وسيبدأ بالحديث عن الشعر الثوري بصفة عامة وبالتعريف بالشاعر
(استشراف المستقبل في الشعر الوطني المتضمنة في ديوان...للبردوني).
كلمات العنوان السابق لها دلالة مفتاحية تشير إلى أن البحث يتضمن ثلاثة موضوعات فرعية هي: استشراف المستقبل، الشعر الوطني، الاستشراف في ديون...للبردوني.
عنوان ردئ لا يحقق المعيار: شعر المرأة في العصر الحديث:
الموضوعات التي تضمنها البحث اقتصرت على: الشعر اليمني في العصر الحديث، شاعرات اليمن في العصر الحديث، الخصائص الفنية في شعر المرأة اليمنية الحديثة.
من الملاحظ أن العنوان لا يشير إلى بدقة إلى موضوعات البحث بدقة، بل هو عنوان عام غير محدد بدقة.
عنوان يحقق المعيار: الخصائص الفنية في شعر المرأة اليمنية في العصر الحديث. من عام 1990- 2020 مثلا، أما إن لم يحدد زمنًا أو محافظة فسيكون بحثًا مرهقًا قد لا يستطيع الباحث الإحاطة به.
- توضع الكلمات التي تعبر عن الجزء الأساسي لمشكلة البحث في بداية العنوان بقدر الإمكان.
- لا يحتوي العنوان على كلمات زائدة (لا حاجة لها).
تصميم صفحة العنوان :
يصمم العنوان في خطة البحث بصحفة مستقلة، تسمى صفحة العنوان، وهي تشبه إلى حدٍ ما صفحة العنوان في تقرير البحث الختامي، (ونقصد بالتقرير الختامي البحث في صورته المنجزة لتقديمه للمناقشة العلنية النهائية) باستثناء بعض الأمور، منها أن صفحة العنوان في الخطة لا تتضمن اسم المشرف.
وقبل الحديث عن محتويات صفحة العنوان وعناصرها ينبغي توضيح حدود صفحة العنوان ونوع الخط:
حدود صفحة العنوان هي نفس الحدود المطلوب اتباعها في صفحات متن البحث، (غالبًا ما يتم تحديد ذلك في دليل الدراسات العليا لإعداد الرسائل الجامعية)، ويقترح أن تحدد صفحة العنوان في خطة البحث العلمي بـ: (3سم) من جهة اليمين، (2.5) من باقي الجهات: (اليسار، الأعلى، الأسفل)، أما بالنسبة لنوع الخط في صفحة العنوان فغالبًا ما يكون خط الكتابة باللغة العربية هو: (Simplified Arabic)، أو (Arabic Transparent)، وهو نفس الخط الذي يكتب به كل متن أو صلب البحث، باستثناء الآيات القرآنية، التي يجب كتابتها بالرسم العثماني، وبالنسبة خط الكتابة باللغة الانجليزية هو: (Times New Roman)، ومع ذلك فقد يرد تحديد نوع الخط في دليل الدراسات العليا.
ويمكن تفصيل مواصفات تصميم عناصر ومحتويات صفحة العنوان لخطة بحث الدراسات العليا: (ماجستير أو الدكتوراه)، فيما يأتي:
معلومات إكليشة صفحة العنوان في خطة البحث: تكتب في أعلى الصفحة، وتتضمن بعض المعلومات عن المؤسسة التي سيقدم إليها البحث، كما يأتي:
من جهة اليمين: البلد، واسم الجامعة، الدراسات العليا، الكلية، القسم.
من جهة اليسار يوضع شعار الجامعة أو الكلية.
توضع البسملة في وسط أعلى الصفحة (خاص بصفحة عنوان الخط، بينما تحذف البسملة من صفحة عنوان البحث في صورته النهاية).
يُقترح أن يكون حجم الخط للمعلومات السابقة (14)، عادي (ليس غامقا B)، وتباعد الأسطر (1.15)، ويمكن للباحث تغير حجم الخط والتباعد بما يتناسب مع إخراج تصميم صفحة العنوان بشكل جيد.
العنوان: يوضع العنوان في بداية الثلث الثاني من الصفحة، أي بعد معلومات إكليشة الصفحة، ويفصل بين العنوان وما قبله بمسافتين، وبمحاذاة (توسيط للخط)، ويفضل أن يكتب العنوان بشكل هرم مقلوب إذا كانت كلماته بحدود ثلاثة أسطر، وحجم خط العنوان قد تتراوح بين (20-26)؛ بحسب ما يناسب ذوق الباحث، إذا لم يحدد من قبل الجامعة، كما يفضل أن يكون التباعد بين أسطر العنوان مسافة واحدة (مفرد).
مقدمة توضيحية للعنوان: يوضع بعد العنوان بمسافتين، وبمحاذة (توسيط للخط): مقدمة توضيحية للعنوان، بحجم خط (18)، وتباعد الأسطر بمقدار مسافة واحدة (مفردة)، وتكتب على شكل هرم مقلوب، وتتضمن المعلومات الآتية: القسم العلمي المقدم له الخطة، الكلية والجامعة، والدرجة العلمية المطلوب لها البحث، والتخصص الدقيق، وفيما يلي مثال تطبيقي:
مشروع بحث مقدم إلى قسم اللغة العربية في كلية التربية المهرة- جامعة حضرموت كجزء من متطلبات الحصول على درجة
الماجستير في النحو والصرف
اسم الطالب: بعد المقدمة التوضيحية السابقة بمسافتين، وبمحاذة (توسيط للخط)، يكتب اسم الطالب، بخط حجمه (16)، ويقترح أن يكون وفقًا للنموذج الآتي:
إعداد الطالب:
هلال محمد علي سيف السفياني
العام: بعد اسم الطالب بمسافتين وبمحاذة (توسيط) يوضع العام الهجري والميلادي المقدم فيها الخطة.
وينبغي عدم زخرفة صفحة العنوان، ولا الكتابة الملونة.
تعليقات
إرسال تعليق